العباس ابن عم الخليفتين العباسيين الأولين. وكانت له مكانة كبيرة عند العباسيين. وقد اختير أبوه طراد فى رجب عام 453 (يوليه - أغسطس سنة 1061) نقيب نقباء الأشراف العباسيين، وبعد وفاته فى شوال عام 491 (سبتمبر سنة 1098) ورث على الزينبى هذا المنصب، ثم ضم إليه فى عام 517 هـ (1123 - 1124 م) منصب نقابة العلويين. وفى شهر جمادى الأولى عام 516 (يولية - أغسطس سنة 1122) صرف الوزير جلال الدين بن صدقة عن منصبه، فقام الزينبى بتصريف أمور الوزارة بضعة أشهر دون أن يتقلدها رسميا. ولم يعينه الخليفة المسترشد فى هذا المنصب إلا فى شهر ربيع الثانى من عام 523 (أبريل 1129). ومع ذلك فقد صرف الزينبى، وحل مكانه فى الوزارة أبو شروان بن خالد. وقد قتل الخليفة المسترشد فى هذا الوقت، وخلفه ولده الراشد (529 هـ = 1135 م). غير أنه حدث فى العام التالى أن أفتى جماعة من الفقهاء والمشرعين بتحريض من الزينبى بعدم صلاحية الراشد للخلافة. وسأل السلطان السلجوقى مسعود بن محد الزينبى عمن يصلح للخلافة فاقترح عليه محمد بن المستظهر عم الراشد، فنودى به أميرا للمؤمنين باسم المكتفى، وعين الزينبى وزيرًا له. غير أن النزاع دب بين هذا الخليفة الجديد ووزيره بعد فترة من الزمن. فذهب الزينبى إلى بلاط السلطان مسعود وكان على صلات طيبة به؛ وقد استدعاه الخليفة لمباشرة مهام منصبه، ولكنه رفض، فصرفه عن منصبه عام 534 هـ (1139 - 1140 م). وعاد الوفاق دين الخليفة ووزيره بتوسط السلطان مسعود عام 536 هـ (1141 - 1142 م) وسمح للزينبى بالعودة إلى بغداد. غير أن الخليفة أصبح فى غير حاجة إليه. وتوفى الزينبى فى رمضان عام 538 هـ (مارس - أبريل سنة 1144) وهو فى فقر مدقع.
(1) ابن الأثير: الكامل، طبعة تورنبرغ، جـ 5, ص 431؛ جـ 6، ص 310؛ جـ 10، ص 12، 157، 191، 307، 309، 377، 425، 435، 460، 480؛ جـ 11، ص 27 وما بعدها، 50، 59، 63.