التنزيل الذى أتمه سنة 528 هـ (1134 م)، وقد أقبل على قراءته أهل السنة على الرغم من تحيزه للمعتزلة، وشاهد ذلك أنه يقول بخلق القرآن فى مطلع هذا التفسير. وهو يهتم اهتماما خاصا بتفسير العقيدة تفسيرا فلسفيًا، ولا يحفل بالتقليد إلا احتفالا ضئيلا، ولا يقتصر على الشرح النحوى فحسب بل يعنى أيضا عناية كبيرة بإبراز مواطن البلاغة، فأثبت بذلك أنه يؤيد القول بإعجاز القرآن. وقد التفت الزمخشرى التفاتا خاصا إلى الناحية اللغوية من تفسيره، وهو يسهب فى الاستشهاد بالقراءات ويعزز شروحه بأبيات كثيرة من شعر القدماء. وظل تفسير الزمخشرى محتفظا بمكانته بين آثار الكتاب حتى جاء البيضاوى فكتب تفسيره ليكون نظيرا لتفسير الزمخشرى عند أهل السنة، وحاول فيه أن يبز الزمخشرى فى دقة عرضه للشروح النحوية وفى استشهاده بالقراءات المختلفة. وكان رأى الزمخشرى فى العقائد يعارض المالكية فى المغرب، بيد أن ابن خلدون يفضله كثيرًا على سائر المفسرين. ومع ذلك فليس بعجيب أن نرى مخطوطات تفسيره أندر فى المغرب منها فى المشرق. وقد أصدر نساو ليس W. Nassau Lees والمولويان خادم حسين وعبد الحى (كلكتة 1856 م فى مجلدين) أول طبعة لتفسير الزمخشرى وتلتها طبعة بولاق 1291 هـ، وطبعات القاهرة 1307، 1308، 1318 هـ. ونضيف إلى الحواشى الخمس عشرة التى ذكرها بروكلمان (رضي الله عنهrockelmann: Gesch. d. صلى الله عليه وسلمrab. Lit جـ 1، ص 209) والتى طبع منها حاشية على الجرجانى المتوفى عام 816 هـ (1413 م) على هامش طبعتى القاهرة سنة 1308 م وسنة 1318 هـ (ونصرف النظر فى هذا المقام عما جاء فى فهارس مكتبة استانبول من أقوال غير محققة) الحواشى التى كتبها محمد الدوّانى المتوفى عام 907 هـ الموافق 1501 م (موجودة فى الإسكوريال انظر Les Mss. ar. L'صلى الله عليه وسلمscurial: Levi-Provencal، جـ 3، رقم 1383) على مقدمة محمد الفيروز آبادى (المتوفى عام 817 هـ = 1414 م) المعروفة باسم "نغبة الكشاف من خطبة الكشاف" وحواشى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015