حركة مزعجة وأمر شديد فقال ما للناس في حيص بيص فبقى عليه هذا اللقب (انظر اللسان، جـ 8، ص 274, 285 وما بعدها و Gruenert في - Ve rhandlungen des VII Orient Congresses فينا، 1888 Sem. Sect. ص 202 وما بعدها) والظاهر أنه لم يكن يعرف تاريخ مولده. وجاء في خريدة العصر (الورقة 70 (أ)، 2) أنه كان في ريعان عمره عام 520 هـ (1126 م) وقد تفقه بالرى على القاضى الشافعى محمد بن عبد الكريم الوزان (انظر السبكى: طبقات الشافعية؛ جـ 4، ص 77 وما بعدها) ولكن غلب عليه الأدب وذاع صيته في الشعر والكتابة لرشاقة أسلوبه؛ وكان حيص بيص من أخبر الناس بأشعار العرب ولغاتهم، وكان لا يخاطب أحدًا إلا باللسان العربي الفصيح، كما أغرم بلبس زى العرب مما دعا بعض خصومه إلى هجائه، وكانت له مع ابن القطان الشاعر الهجاء المعروف جولات كثيرة (وقد عاش ابن القطان ما بين سنتى 477 [478] و 558 هـ) ويقال إن ابن القطان هذا هو الذي لقبه بحيص بيص. ونخص بالذكر من أولياء نعمته الوزير شرف الدين على بن طراد الزينبى (في عهد الخليفتين المسترشد والمقتفي)؛ وقد تضمنت خريدة العصر لعماد الدين الإصبهانى متفرقات كثيرة من أشعاره وهي تشمل إلى جانب أشعاره في الوصف طائفة كبيرة من القصائد التي نظمها في مدح الخليفتين المسترشد (عام 512 - 529 هـ = 1118 - 1135 م) والمستضيء (566 - 575 هـ = 1170 - 1180 م) وسلاطين السلاجقة مثل محمود بن محمد بن ملكشاه (511 - 525 هـ = 1117 - 1131 م) ومسعود بن محمد بن ملكشاه) (527 - 547 هـ = 1133 - 1152 م) والوزراء، وبخاصة الوزير الزينبى الذي ذكرناه آنفًا من أعيان عصره؛ وقد اشتمل كتاب الإصبهانى أيضًا على مقطوعات من مراثيه وشواهد من رسائله.
واشتمل مخطوط برلين (Verzeichnis.wardt صلى الله عليه وسلمh رقم 8627، 3) على سبع رسائل وجيزة توسل فيها الشاعر بالخليفة ورد الخليفة عليه.
وتوفي حيص بيص ببغداد في السادس من شعبان عام 574 هـ (17 يناير 1179 م).