أو السلطان إبان حكمه، إلى إجراء بيعة جديدة له أو لولى عهده، وقد تتكرر هذه البيعة مرتين أو أكثر. ويلجأ إليها الحاكم لتأكيد ولاء رعاياه.

آثار البيعة: ثمة سؤال يتردد حول البيعة المقصود بها الاختيار، وهو معرفة ما إذا كان لها أثر تخويل الحاكم السلطة أم أنها مجرد تأييد له. وثمة رأى يؤيد الفكرة الأخيرة أن القاعدة قد استقرت بوجه عام على أن الحاكم يتلقى التفويض بالحكم من الله جل وعلا.

والذين يقومون بالبيعة، ومعهم بقية الجماعة، يصبحون مرتبطين بها ارتباطًا وثيقًا. وتدعم الصفة الدينية التي اكتسبتها البيعة، منذ أوائل العصر العباسى، هذا الأثر الملزم بالارتباط، وأدى تطور طبيعة السلطة من الناحية النظرية إلى أن الالتزامات نحو الحاكم، تعد- في الواقع- التزامات نحو الله. والأثر الملزم للبيعة شخصى، ويستمر مدى الحياة. والحق إن فكرة البيعة لمدة محدودة غير معروفة.

ومهما يكن من أمر فإن هذا الأثر محدود بنص الشريعة. لأن البيعة تتم بشرط أن يظل من يقبلها مخلصًا لأوامر الله، وهذا يعني أن الحاكم، إذا لم يظل امستمسكا بهذه الأوامر، فإن لمن بايعوه الحق في التحلل من التزاماتهم.

المصادر:

(1) Suppl.: عز وجلozy انظر مادة بيع

(2) الفرّاء: الأحكام السلطانية، القاهرة، من غير تاريخ

(3) الفيروزآبادى: القاموس المحيط، انظر مادة بيع

(4) ابن خلدون: المقدمة، طبعة بيروت سنة 1900 (الترجمة الإنكليزية التي قام بها F. Rosenthal، نيويورك سنة 1958، جـ 1، ص 428 وما بعدها)

(5) Lane, انظر مادة بيع

(6) الماوردى: الأحكام السلطانية، القاهرة، من غير تاريخ

(7) Institutions du droit: صلى الله عليه وسلم. Tuan public Musulam باريس سنة 1954، جـ 1، ص 315 وما بعدها، وسنة 1957، جـ 2، ص 605 و 129 وما بعدها (مع مصادر).

د. يونس [إ. طيان صلى الله عليه وسلم. Tyan]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015