إلى والٍ (باشا) ودفتر دار (للمالية) وقاض. وأقيمت حامية في بغداد، قوامها الإنكشارية.

وشيدت مبان قليلة في الفترة التالية. ففي عام 978 هـ (1570 م) شيد مراد باشا مسجد المرادية في حي الميدان. وأعيد بناء مسجد الجيلانى. وشيد جالزاده خانًا، ومقهى وسوقًا شهيرة. كما شيد جامع الصغا، أو جامع الخفافين، وأعاد بناء تكية المولوية المعروفة الآن باسم مسجد الآصفية (العزاوى، جـ 4، ص 116، 128 - 132؛ انظر الآلوسى: المساجد، ص 30 - 31 و 62 - 64). وشيد حسن باشا المسجد المعروف باسمه، والمسمى أيضًا بجامع الوزير (كلشن خلفا، ص 66؛ أوليا جلبى، جـ 4، ص 419). كما أقام حصنًا وحفر خندقا حول الكرخ لحمايتها من البدو.

ويبدأ الرحالة الأوربيون زيارة بغداد في هذا العهد. ويتحدثون عنها بوصفها ملتقى للقوافل ومركزًا كبيرًا للتجارة مع الجزيرة العربية وبلاد فارس وتركية. ورأى سيزار فردريكو Caesar Fredrigo (عام 1563 م) الكثيرين من التجار الأجانب في المدينة. وشهد سير أنتونى شيرلى Sir صلى الله عليه وسلمnthony Sherley(عام 1590 م) "سلعًا جيدة من جميع الأنواع رخيصة جدًّا" (Purchas. جـ 8، ص 384). وكان فيها قنطرة من القوارب، تربطها سلسلة كبيرة من الحديد، وعندما تعبر بعض القوارب النهر جيئة أو ذهابا، ترفع بعض القوارب التي تتألف منها القنطرة حتى تنتهي حركة المرور بالنهر. (Ralph Fitch في سنة 1583، مجموعة (Hakluyt، جـ 3، ص 282 - 283). ورأى راوولف Rauwolf (عام 1574) شوارع ضيقة وبيوتا زرية البناء. وكان الكثير من المبانى أطلالًا خربة. وكانت بعض العمائر العامة- مثل مقر الباشا والسوق الكبيرة أو سوق المبادلات التجارية - في حالة جيدة. أما حماماتها فكانت حقيرة. وكان الجانب الشرقي منها جيد التحصين بسور وخندق، أما الجانب الغربي فكان مكشوفا أدنى إلى القرية الكبيرة في هظهره) Travels: Rauwolf, في مجموعة راى Ray، لندن سنة 1605، جـ 1، ص 179 وما بعدها). أما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015