جـ 8، ولا تزال موجودة باسم كلية الشريعة)، والمستنصرية التي أنشأها المستنصر عام 631 هـ (1233 م) وظلت قائمة حتى القرن السابع عشر. وتخصصت كل هذه المدارس في مذهب من المذاهب الأربعة ما عدا مدرستى المستنصرية والبشيرية (أنشئت عام 653 هـ = 1255 م) فقد كانتا تعنيان بتدريس فقه المذاهب الأربعة (انظر ابن الفوطى، ص 308، ابن الجوزي: المنتظم، جـ 8، ص 245 - 246، 246 - 247؛ ابن الأثير، جـ 10، ص 38؛ ابن الفوطى، ص 53 - 54، 58 - 59؛ انظر عواد في Sumer، جـ 1، سنة 1945). وكان هناك مكتب للأيتام، أنشأه شمس الملوك (ابن نظام الملك؛ الإصفهانى: السلاجقة، ص 124 - 125). وشيدت دور ضيافة عام 606 هـ (1209 م) في جميع أحياء بغداد لتقديم الطعام للفقراء في رمضان (ابن الأثير، جـ 12، ص 286؛ إشارات أخرى في المصدر نفسه، ص 184؛ ابن الفوطى، ص 94).
وعانت بغداد أثناء هذه الفترة من الحريق والفيضان والفتنة. ففي عام 449 هـ (1057 م) أحرق حيا الكرخ وباب المحول ومعظم أسواق الكرخ عن آخرها. وفي عام 451 هـ (1059 م) أحرق حي الكرخ وبغداد القديمة (ابن الجوزي: المنتظم، جـ 8، ص 81؛ ابن الأثير، جـ 10، ص 5). وأحرقت الأحياء والأسواق القريبة من قناة المُعلَّى ودار الخلافة أكثر من مرة (ابن الأثير، جـ 10، ص 35، 67، 318؛ ابن الجوزي: المنتظم، جـ 8، ص 241؛ جـ 9، ص 61، 148، 184؛ جـ 10، ص 35). وانتشر الحريق عام 551 هـ (1156 م) من أحياء مجاورة إلى دار الخلافة والأسواق المجاورة له (ابن الأثير، جـ 11، ص 143) , وشبت حرائق أخرى في تلك الأحياء عام 560 هـ (1164 م) وعام 569 هـ (1173 م) وعام 583 هـ (1187 م؛ ابن الأثير، جـ 11، ص 270، 372؛ المنتظم، جـ 10 ص 212).
وكان نشاط العيّارين كبيرًا إلى حد ما أيام السلاجقة. فقد أخذوا ينهبون الحوانيت والبيوت ويعبثون بالأمن (بالنسبة للفترة بين عامي 449 هـ =