ويستخدم الجغرافي المُقَدَسى الكلمة في ثلاث مناسبات في القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادي؛ المكتبة الجغرافية العربية، جـ 3، ص 197، 474) ويتناول الإنتاج الزراعى قرب الرَمْلَة والإسكندرية وفي السند، وهو يستعملها دائما في صيغة (على البعل) وهذا لا يكفى، على آية حال، للدلالة على استخدام الكلمة خارج بلاد الشام وفلسطين وهي مسقط رأس الكاتب. وفي هذه المنطقة الجغرافية حيث "الزراعة على البعل هي الأساس التقليدى للاستغلال الزراعى، على الرغم مما يتوهمه الناس من وفرة الماء فيها" (Paysans de Syrie: J. Weulersse, ياريس سنة 1946، ص 144) نجد في الوقت الحاضر: أرض بعل تقابل أرض سقى كما في الأزمنة السابقة) G- عز وجلal-) man. المصدر المذكور، ص 30؛ وأشار إلى ذلك بالفعل صلى الله عليه وسلم. Meier . في Zeitschr. der عز وجلeutsch. Morgenl. Gesells، سنة 1863، جـ 17، ص 607).
ونذكر هنا حالة خاصة باستخدام هذه الكلمة في مصر أيام القرون الوسطى، فقد كان هناك في القاهرة أيام المماليك وربما في أيام الفاطميين من قبل، بستان قرب الخليج، أصبح بعد متنزها عاما، يسمى بستان البعل، ثم "أرض البعل"، (انظر المقريزى: الخطط، طبعة بولاق سنة 1270 هـ، جـ 2، ص 129. وهنا نراه يستعمل صراحة كلمة بعل بمعناها الجغرافي).
وجدير بالذكر أن مسلمي الأندلس "مثل الفلاحين الأسبان اليوم تماما ... كانوا يفرقون بين أرض السكانو - Seca no (البعل بالعربية) وأرضَ الركاديو Regadio (السقى بالعربية)، فالأولى يحتفظ بها خصيصا لزراعة الحبوب" Hist. صلى الله عليه وسلمsp. Mus: Levi Provencal باريس سنة 1953، جـ 3، ص 270). ويؤكد ابن العَوام (القرن السادس الهجرى = الثاني عشر الميلادي) الخبير المشهور في الفلاحة بإشبيلية وجود هذه التفرقة (كتاب الفلاحة، طبعة بانكويرى - رضي الله عنهan queri، مدريد سنة 1802، جـ 1، ص 5). وقد ظهرت هذه التفرقة في العقود، وبخاصة عقود المغارسة: فنحن نجد -مثلًا- أن صيغة التوثيق التي وضعها ابن سلمون، في كتاب العقد المنَظَّم (طبعة القاهرة سنة 1302 هـ،