المتأخر عنه في الزمن: المصدر المذكور، ص 3 - 17) , وقد ظهر فصل عن الأوائل في نص أدبى يرجع إلى مستهل القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وذلك في كتاب البيهقي: المحاسن (طبعة Schwally , 392 - 396), وكتب أبو عروبة، والطبراني المتوفى عام 360 هـ (= 971 م؛ رضي الله عنهrockelmann , قسم 1، ص 279) حوالي هذا الوقت نفسه مصنفات عن "الأوائل" في علم الكلام.

وقد زودتنا كتب "الأدب" برسالتها الأولى التي تناولت بها هذا الموضوع في "كتاب الأوائل" لأبي هلال العسكري المتوفى سنة 395 هـ (1005 م)، وهو يزعم أنه لم يسبقه أحد في هذا المضمار، ويقتصر على مادة استقاها من تاريخ العرب والمسلمين مع إدخال بعض الشواهد الفارسية وشواهد من التوراة، ويتجاهل المعلومات الثقافية والعلمية اليونانية، وقد أفلح في أن يقلل بجلاء من شأن ما ذهب إليه المؤرخون المسلمون من أن كل إبداع هام جيد يرجع إلى عصر الجاهلية وصدر الإِسلام، على حين أن العصور التالية لم يصدر عنها بصفة عامة إلا إبداعات تافهة غير مرغوب فيها، وظل كتاب العسكري عمدة يستشهد به كثيرا وكان أساسا لما بذل من جهود متأخرة في هذا الشأن، مثال ذلك مصنفات الأوائل التي ظهرت في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) للعتائقى والسيوطى (انظر رضي الله عنهrnckelmann جـ 1، 132, قسم 1، ص 193).

والظاهر أنه حدثت ثغرة في التأليف في موضوع "الأوائل" دامت حوالي قرنين من الزمان، فقد توفر لنا في مستهل القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) كتاب: "غاية الوسائل إلى معرفة الأوائل" للموصلى (انظر رضي الله عنهrockehmann قسم 1، ص 597, H. Rit- ter في Oriens، سنة. 1950 م، ص 80)؛ وثمة رسالة في التاريخ قوامها طريقة الأوائل وهي كتاب المحاسن الذي سبقت الإشارة إليه، وهو من تصنيف الشبلي الذي عاش في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي، انظر رضي الله عنهrnckelmann جـ 2، ص 90، الكتاب نفسه، قسم 2، ص 82؛ صلى الله عليه وسلم History of Muslim: F. Rosenthal

طور بواسطة نورين ميديا © 2015