كانت سنة 1020 م، راح يعظ الناس كل يوم اثنين من أول كل شهر، فى جامع السلطان أحمد وظل على هذا المنوال حتى وافاه أجله سنة 1038 هـ (= 1628 م) ومجمل القول إن الهدائى كان يتمّتع بتقدير عظيم جدا فى قومه، وكان بيته ملاذ جميع كبار موظفى الدولة الذين حل عليهم غضب أولى الأمر، وإذا كان "أفناد" هو الذى أسس طائفة "الجلواتية" فممَّا لاشك فيه أن الفضل فى استمرار وجودها يرجع إلى "الهدائى".
وتوجد بين أيدينا بضع قصائد للهدائى عليها مسحة التصوف وبعض مؤلفات له صغيرة تتعلق بالأمور الدينية، قام بطبع جزء منها جِيْلِشْن فى كتاب سماه "كليات حضرتى هدائى" وقد طبع فى استانبول 1338 م، كذلك وصلت إلينا بعض رسائل ومذكرة بالعربية بدأ فى كتابتها منذ أن ارتبط بأفناد وقد استقينا منها الأحداث الهامة التى مر بها فى حياته، وقد جعل عنوان المذكرات عن الأحداث التى جرت منذ محرم 985 هـ حتى التاسع من شوال 987 هـ (= مارس 1577, إلى 27 نوفمبر 1597 م) هو: "كلمات عن التبر المسبوك فيما جرى بين حضرة الشيخ وبين هذا الفقير فى أثناء السلوك".
أما القسم الذى يتعلق بما جرى منذ أول ذى القعدة سنة 987 هـ حتى ربيع الأول 1021 هـ (= 19 ديسمبر 1579 م حتى مايو 1612 م)، فهو قطع صغيرة مبعثرة فى المكتبات ودور الكتب وعنوانها "التجليات" ولقد قام عبد الغنى النابلسى وكتب شرحا وتفسيرا على قسم من هذا الجزء. أما فيما يتعلق بصور هذه الكتب وترجماتها فانظر الجزء الأول من كتاب بلد كانو شتينرهر، ص 2 - 5, 10 - 21.
(1) حاجى خليفة: فذلكة (استانبول 1287 م).
(2) إسماعيل حقى: كتاب السلسلة الجلوتية.
(3) المحبى: خلاصة الأثر فى أعيان القرن الحادى عشر.
مروان حسن حبشى [التحرير]