وَيَقُول الرِّبِّي عقيبا فِي المشنا (وَصَايَا الْآبَاء 3/18) : بَنو إِسْرَائِيل أحباء الله لأَنهم يدعونَ أبناءه، بل هُنَاكَ برهَان أعظم على هَذَا الْحبّ، وَهُوَ أَن الله نَفسه قد سماهم بِهَذَا الِاسْم فِي قَوْله فِي التَّوْرَاة: "أَنْتُم أَوْلَاد للرب إِلَهكُم" 1.

وَفِي مصطلحاتهم نجدهم يخلعون على أنفسهم صِفَات الْمَدْح والتعظيم فيسمون أنفسهم أَيْضا بـ (الشّعب الأزلي) وبالعبرية [عَام عولام] ، و (الشّعب الأبدي) وبالعبرية [عَام ينصح] ، و (شعب الله) وبالعبرية [عَام ألوهيم] 2.

وانبنى على ذَلِك احتقارهم للأمم الْأُخْرَى وتسميتها بِأَلْفَاظ السباب والشتائم مثل (الجوييم) و (عاريل) و (ممزير) 3، ثمَّ تَمَادَوْا فِي ادعائهم بِأَن لَهُم حق السيطرة على الْعَالم مَا داموا أَنهم أَبنَاء الله وأحباؤه.

بطلَان هَذِه الدَّعْوَى:

لقد بيّن الْقُرْآن الْكَرِيم بطلَان زعمهم بالأدلة الْوَاضِحَة الدامغة فَقَالَ تَعَالَى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015