ولهذا عمل النبي صلى الله عليه وسلم بفعل الأسباب وهو إمام المتوكلين، فحفر الخندق وحمل التراب، وأمر أصحابه بذلك.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب ويأمر بفعلها، ويستعين بالله عز وجلّ وبعد الفراغ من الأسباب لا يعتمد عليها بل يعتمد بقبله على الله عز وجلّ.
ولهذا عمل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه
مع أصحابه، وحفروا الخندق، وتأهبوا لقتال عدوهم وصده، وأخذوا الحذر منه.
قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً [النساء/ 71]
دل الحديثان على صبر صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم على مشاق الدعوة والاستعداد لقتال أعداء الإسلام، ولهذا صبروا على الجوع، والتعب في حفر الخندق، ونقل التراب على ظهورهم.