وأخرج البيهقي في الشعب من رواية موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي حكيم مولى الزبير عن الزبير -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبحُ عَلَى العِبَادِ إِلَّا وَصَارِخٌ يَصْرَخُ: لِدُوا لِلْمَوْتِ وَاجْمعُوا لِلفَنَادِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ".
هذا حديث غريب، وموسى وشيخه ضعيفان وأبو حكيم مجهول، وقد أخرج الترمذي من طريق موسى هذا بهذا الإِسناد حديثا غير هذا واستغربه.
وأنشد البيهقي بسنده إلى سائق البربري من أبياته له:
وَلِلْمَوْتِ تَغْدوُ الْوَالِدَاتُ سِحَالَهَا ... كَمَا لِخَرابِ الدُّوِر تُبْنَى المَساكِنُ
وأنشدكم لنفسي في المعنى:
بَنِي الدُّنْيَا أَقِلوَّا الْهَمَّ فِيهَا ... فَمَا فِيهَا يَؤوُلُ إِلَى الفَواتِ
بِنَاءٌ لِلْخَرَابِ وَجَمْعُ مَالٍ ... لِيَغْنَى وَالتَّوالُدُ لِلْمَمَاتِ
آخر المجلس الرابع والأربعين بعد الثلاث مئة من الأمالي وهو الرابع والتسعون بعد المئة من التخريج.