إلى قوله {سَبِيلًا}. قال: كانت المرأة إذا زنَت جلست في البيت حتى تموت إلى أن نزلت {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} قال: فإن كانا محصنين رجما بالسنة فهو سبيلهن الذي جعل اللَّه (?).
وأخرجه الطبري أيضا وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس بمعناه (?).
قال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير وعكرمة وزيد بن أسلم وآخرين نحوه.
قوله (أو تسمية الشيء بعاقبته مثل لدوا للموت وابنوا للخراب).
قلت: ورد هذا المثال مرفوعا وموقوفا ولم ينبه أحد من الشراح ولا الذين اعتنوا بتخريج أحاديثه على ذلك، حتى إن القاضى تاج الدين السبكي، اقتصر في شرحه على قوله مثل قول الشاعر:
لَهُ مَلكُ يُنَادي كُلَّ يَوْمٍ ... لِدُوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلخَرَابِ
قلت: وقد وقع لي على لسان ملك وعلى لسان نبي وعلى لسان صحابي وعلى لسان طير.
وبالسند المذكور آنفا إلى الإِمام أحمد، نا بهز، وعفان، قالا: نا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إِنَّ مَلَكًا ببَابٍ مِنْ أَبْوابِ السَّمَاءِ يُنَادي: مَنْ يَقْرضُ اليَوْمَ يُجْزَى غَدًا، وَإِنَّ مَلَكًا بَبَابٍ آخر، يقُولُ: الَّلهُمَّ اعْطِ مُنْفِقا خَلَفًا وَعَجِّلْ لمُمْسِكٍ تَلَفًا" (?).
هذا حديث صحيح.