وتأمَّل في تعليل عليٍّ - رضي الله عنه - لهذا النهي، حيث يقول: «أتحبُّون أن يكذَّب الله ورسوله؟».
سبحان الله! انظر كيف ينقلب مراد الإنسان من نفع الناس، والرغبة في إفادتهم، إلى عكس مقصوده، حينما يحدِّث بما لا تفقهه عقول الناس!
إنَّ هذا التوجيه الكريم من أمير المؤمنين عليٍّ - رضي الله عنه -، يهدى لإخواننا الذين يتصدَّون لوعظ الناس وإرشادهم، أن يتجنَّبوا ما قد يثير القلق أو الحيرة لدى المستمعين، من خلال ذكر بعض القصص الغريبة، أو الأخبار التي تشتمل على معانٍ لا تستوعبها عقول العامة! وفي محكم القرآن والسُّنَّة وواضح النصوص ما يكفي ويشفي.
• ومن مواعظه البليغة - رضي الله عنه -: قال يعزِّي رجلًا في ابنه (?):
«إنَّك إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور!».
يا للعلم والحكمة! كم نحن محتاجون لمثل هذا الفقه العمليِّ عند وقوع المصائب، فما منَّا إلا ويبتلى بمصيبةٍ تحزنه، من موت حبيبٍ وصاحبٍ وقريبٍ، فكم هو جميلٌ أن يستحضر الإنسان هذا المعنى.
وفي هذا المقام تذكر القصة التي فيها: أنَّ رجلًا كتب إلى أخٍ له فجع بوفاة ولده قائلًا: إنَّما يستوجب على الله وعده من صبر لله بحقِّه، فلا تجمع إلى ما أصبت به من المصيبة الفجيعة بالأجر، فإنَّها أعظم