فكيف سيكون الحال في عصرنا، الذي تنوَّعت فيه الصور وأساليب الإغراء بها، واستهدف الشباب والفتيات بها؟!
لقد كثرت الشكوى من قسوة القلوب، وضعف الخشوع في الصلاة، ومن تأمَّل في أعظم الأسباب تأثيرًا في ذلك، أدرك أنَّ إطلاق البصر في الحرام يأتي في مقدِّمتها.
والحديث في هذه المسألة يطول، والمقصود الإشارة إلى خطورة التساهل في ذلك، وعدم الركون إلى ما في القلب من صلاحٍ أو تُقًى، فلربَّ نظرةٍ أوقعت في قلب صاحبها البلابل! كما يروى عن الإمام أحمد رحمه الله.
ومن أعظم طرق علاج هذه البليَّة: ما قاله الجنيد - لمَّا سُئل: بما يُستعان على غضِّ البصر؟ - قال: بعلمك أنَّ نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.
وهذا - والله - هو أنجع الأدوية؛ استشعار مراقبة الله - عز وجل -.
ومن وفِّق لغضِّ بصره، أكرمه الله بكراماتٍ كثيرةٍ؛ منها:
- راحة القلب من قسوته، وصفاؤه من مُكدِّرات الخشوع، فسيجد لصلاته لذَّةً، ولتلاوته لكلام مولاه لذَّةً، ولمناجاته لذَّةً.
- بركة اتِّباع الشرع المطهَّر، وما الظنُّ بعبدٍ أطاع خالقه، وخالف هواه؟ أيخذل الله قلبه؟ لا والله!
قال ابن الجوزيِّ رحمه الله: «اعلم - وفَّقك الله - أنَّك إذا امتثلت المأمور به من غضِّ البصر- عند أول نظرةٍ - سلِمتَ من آفاتٍ لا تُحصى، فإذا كَّررت النظر لم تأمن أن يُزرع في قلبك زرعًا يصعب قلعه، فإن كان قد حصل ذلك، فعلاجه: الحِميَة بالغضِّ فيما بعد، وقطع مراد الفكر