وإمامٌ ظلومٌ غشوم، خيرٌ من فتنةٍ تدوم»؛ فالمطر - مع أهمِّيَّته - قد يعيش الإنسان بدونه بعض الوقت، ويرحل لبلدٍ آخر مخصبٍ، لكن كيف سيكون العيش مع فقد الأمن، والعياذ بالله؟!
وممَّا يُؤكَّد عليه- خاصة في أزمنة الفتن والاضطراب الذي تُؤجِّجه بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعيِّ:- الحرص على جمع الكلمة، وعدم نشر ما يفرِّق جماعة المسلمين، أو يوغر الصدور على ولاة الأمور من الحكَّام والعلماء؛ فإنَّ عاقبة ذلك فسادٌ عريضٌ، لا يعلمه إلا الله.
ومن كمال هذه الشريعة: أنَّها لم تُقفل باب النصح للأئمَّة - من العلماء والحكام- بل جعلته من الدِّين، كما في حديث تميم الدَّاريِّ - رضي الله عنه -: (إنَّ الدِّين النَّصيحة، إنَّ الدِّين النَّصيحة، إنَّ الدِّين النَّصيحة)، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، وكتابه، ورسوله، وأئمَّة المؤمنين، وعامَّتهم- أو أئمَّة المسلمين، وعامَّتهم) (?).
قال ابن تيمية رحمه الله: «والنصيحة لأئمَّة المسلمين وعامَّتهم هي مناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ لزوم جماعتهم هي نصيحتهم العامة، وأمَّا النصيحة الخاصة لكلِّ واحدٍ منهم بعينه، فهذه يمكن بعضها ويتعذَّر استيعابها على سبيل التعيين» (?).
والمقصود أنَّ نصيحتهم حقٌّ لهم على رعيَّتهم، وليست مجرَّد إذنٍ من الشرع، يُسلك فيها المسلك الشرعيُّ، الذي يحقِّق المصالح ويدفع أو يقلِّل المفاسد.