تُوفِّي سنة سبعٍ وخمسين للهجرة، وقيل قريبًا منها (?).
* * * *
• وقد رويت عنه جملةٌ من المواعظ الطيِّبة؛ منها:
ما رواه محمد بن سيرين، عن أبي هريرة أنَّه كان يقول في آخر عمره (?):
«اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك أن أزني، أو أعمل بكبيرةٍ في الإسلام»، يقول بعض أصحابه: يا أبا هريرة، ومثلك يقول هذا ويخافه وقد بلغت من السِّنِّ ما بلغت، وانقطعت عنك الشهوات، وقد شافهت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وبايعته، وأخذت عنه؟! قال: «ويحك! وما يؤمِّنني وإبليس حيٌّ؟!».
الله أكبر! من كان بالله أعلم، كان من أخوف!
هذا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يحدِّث عن خوفه من الزَّلل في وحل الشهوات، مع تقدُّم سنِّه، وسابقته في العلم والعمل! لم يأخذه الغرور، ولا مزيدٌ من ثقةٍ واطمئنانٍ بسلامته من تزيين الشيطان وتسويله، وهو في هذه السنِّ التي أدبر فيها عن الدُّنيا وأقبل على الآخرة، بل تعلَّق بالحيِّ القيوم، الذي بيده نواصي الخلق، وقلوب العباد.
وإذا كان هذا حاله وهو في شيخوخته، فماذا يقول الشباب الذين قد يغترُّ بعضهم ببقية صلاحٍ وخيرٍ فيه، والشهوة قويةٌ، والداعي لفعلها شديدٌ؟!
إنَّ هذه الموعظة العمليَّة من أبي هريرة لتذكِّر بالموقف الذي رواه عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبلٍ، حيث يقول: «حضرت أبي الوفاة،