«فإن تكلَّمت، فتكلَّم بحقٍّ أو اسكت»! وهي تُطابق تمامًا وصيَّة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت) (?).
وحين أوصاه بعدم الغضب؛ فهي مطابقةٌ للوصيَّة النبويَّة: (لا تغضب) (?)، فحذَّره من تبعة الغضب إن وقع، وأن يحذر ذلك فقال: «فإن غضبت، فاملك لسانك ويدك»؛ ذلك أنَّ عامة من يغضبون يقع منهم بألسنتهم وأيديهم ما ينفِّسون به عن غضبهم زعموا!
وكم من بيتٍ هُدمت أركان حياته الأسريَّة بسبب طلاقٍ أطلقه الرجل لحظة غضبٍ!
وكم إنسانٍ خسر علاقاتٍ وصداقاتٍ بسبب كلمةٍ غير موزونةٍ أطلقها لحظة غضبٍ!
وكم من حالات قتلٍ وقعت بسبب إنفاذ جرعة الغضب التي تتلظَّى نارها في الجوف!
وكم تلفيَّاتٍ ماليَّةٍ حصلت بسبب غضبةٍ ترجمها الغاضب بسوء فعاله!
ولهذا؛ يحسن أن نشير في هذا الموضع- باختصارٍ شديدٍ- إلى هدي الشريعة في علاج الغضب:
1 - تجنُّب أسباب الغضب، وعليه يحمل قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآنف الذِّكر: (لا تغضب).
قال الرَّاوي- كما في رواية الإمام أحمد:- ففكَّرت حين قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ما قال، فإذا الغضب يجمع الشرَّ كلَّه (?).