* بل إن نافعاً يلخِّص منهج ابن عمر في تلاوته لكتاب الله تعالى فيقول: كان ابن عمر يقرأ في صلاته فيمرُّ بالآية فيها ذكر الجنة؛ فيقف ويسأل الله الجنة، ويدعو ويبكي، ويمرُّ بالآية فيها ذكر النار؛ فيقف فيدعو ويستجير بالله - عز وجل - (?).
وهل هذا إلا منهج أستاذه ومعلِّمه - صلى الله عليه وسلم -؟!
فيا لله تلك القلوب الحيَّة .. التي تعيش مع القرآن، وتتدبَّره، وتجعله منهج ... حياةٍ ... وسلامٌ على تلك النفوس التي أعلى الله قدرها بكتابه، وتذوَّقت لذيذ خطابه!
ألا ما أحوجنا إلى إعادة النظر في طريقة قراءتنا لكتاب الله! فإنَّ الله تعالى إنَّما أنزل كتابه ليتدبَّره العباد، بل إنَّ بركته العظمى لا تنال إلا بذلك؛ قال تعالى: ... {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، وقال - في موضعين من كتابه:- {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ} [النساء: 82، محمد: 24]. فبالتدبُّر تُنال بركات هذا الكتاب، وبالتدبُّر تصلح القلوب، وتستقيم النفوس، ويتحقَّق مراد الله من التلاوة، التي امتدح بها طائفةً من عباده بقوله: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121]. اللَّهمَّ اجعلنا منهم يا ربَّ العالمين.
هذه بعضٌ من مواعظ هذا الصحابيِّ الجليل ابن عمر رضي الله عنهما، وما زال في كِنانة أبي عبد الرحمن جملةٌ من المواعظ التي سنتوقَّف عندها في مجلسٍ قادمٍ بإذن الله.