«وخَفْ- يا أخي - من لسانك أشدَّ من خوفك من السَّبع الضَّاري القريب المتمكِّن من أخذك؛ فإنَّ قتيل السبع من أهل الإيمان ثوابه الجنة، وقتيل اللسان عقوبته النار إلا أن يعفو الله.

فأغلِق باب الكلام من نفسك بغلقٍ وثيقٍ، ثم لا تفتحه إلا فيما لابدَّ لك منه، فإذا فتحته فاحذر وخذ من الكلام حاجتك التي لابدَّ لك منها، وأغلق الباب، وإيَّاك والغفلة عن ذلك، والتَّمادي في الحديث، وأن يستبدَّ بك الكلام فتهلك نفسك، وإيَّاك والغفلة عنه؛ فإنَّه أعظم جوارحك عليك جنايةً، وأكثر ما تجد في صحيفة أعمالك يوم القيامة من الشرِّ ما أملاه عليك لسانك، وأكثر ما تجده في صحيفتك من الخير ما اكتسبه قلبك» (?). اهـ.

وبالجملة، فشأن اللسان خطيرٌ، والعاقل من حفظه من آفاته.

* * *

• ومن مواعظه التي كان يربِّي بها تلاميذه: ما حدَّث به تلميذه مجاهد بن جبرٍ رحمه الله قال (?):

كنت أمشي مع ابن عمر، فمرَّ على خربةٍ، فقال: «قل: يا خربة، ما فعل أهلك؟» فقلت: يا خربة، ما فعل أهلك؟ قال ابن عمر: «ذهبوا وبقيت أعمالهم».

هذه والله حقيقة الحياة ... يعمرها أهلها ثمَّ يرحلون عنها .. وليس الشأن في الرحيل ذاته، فهذه سنَّةٌ إلهيَّةٌ، بل الشأن في كيف سيكون الرحيل! أهو على ما يرضي الله تعالى، أم على غير ذلك؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015