فإلى هؤلاء أهدي لهم هذا الموقف من ابن عمر الذي وعظ فيه بفعله.
وأهدي لهم موقفًا حدث لسيِّدٍ من سادات التابعين، وهو سليل بيت النبوَّة، إنَّه زين العابدين، عليُّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالبٍ- عليهم رضوان الله- فقد كان يجالس أسلم مولى عمر، فقيل له: تدع قريشًا وتجالس عبد بني عديٍّ - لأنَّه مولى لعمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه -؟!
فقال كلمةً عظيمةً تدلُّ على علوِّ كعبه في العلم والدِّين: «إنَّما يجلس الرجل حيث ينتفع» (?).
* * *
• ومن مواعظه - رضي الله عنه - قوله (?):
«أحقُّ ما طهَّر العبد: لسانه».
وهو يشير بذلك إلى كثرة ما يعلق من أوضارٍ وآثامٍ بسبب هذا اللسان، الذي كان يهاب أثره الصالحون من عباد الله.
كان الصِّدِّيق - رضي الله عنه - يقول- وهو آخذٌ بلسانه:- «هذا أوردني الموارد» (?)، فماذا نقول نحن؟!
وكان ابن مسعودٍ يقسم ويقول: «والذي لا إله إلا هو، ما على ظهر الأرض شيءٌ أحقُّ بطول سجنٍ من لسانٍ» (?).
قال بعض السلف رحمه الله مُذكِّرًا بخطورة هذه الجارحة: