تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175، 176].
فاتِّباع الهوى وإيثاره على مراد الله، والتعلُّق الشديد بالدُّنيا الذي قطع قلبه عن الله والدار الآخرة؛ كلُّ ذلك كان سببًا في انسلاخه -والعياذ بالله -!
ومن تأمَّل في كلام الأئمة، وجد فيه تنصيصًا على جملةٍ من الأسباب التفصيليَّة لهذا الانسلاخ الذي تضرب به بعض القلوب والعياذ بالله، ومن ذلك ما عبَّر عنه ابن القيِّم في نونيَّته:
والله ما خوفي الذُّنوب فإنَّها ... لعلى طريق العفو والغفران
لكنَّما أخشى انسلاخ القلب من ... تحكيم هذا الوحي والقرآن
ورضا بآراء الرِّجال وخرصها ... لا كان ذاك بمنَّة الرَّحمن
فبأيِّ وجهٍ ألتقي ربِّي إذا ... أعرضت عن ذا الوحي طول زمان
وعزلته عمَّا أريد لأجله ... عزلًا حقيقيًا بلا كتمان
• ومن مواعظه - رضي الله عنه - قوله (?):
«معروفكم اليوم منكر زمانٍ قد مضى، وإنَّ منكركم اليوم معروف زمانٍ قد أتي، وإنَّكم لا تزالون بخيرٍ ما عرفتم الحقَّ، وكان العالم فيكم غير مستخفٍّ به».