وإذا كان (المهاتما غاندي) لما اقتيد مأسورًا من الإنجليز، رفض التخلِّي عن اللباس التقليديِّ الذي يرمز لمن كان يُناضل ويدافع عنهم -وهو وهم كفَّارٌ وثنيُّون -فالمسلم أولى وأحرى بأن يكون معتزًّا بهويَّته، لا أن يذوب وينماع في مجتمعات الكفر!
قد يعذر المسلم بترك لبس ما يجلب إليه مشكلاتٍ أمنيَّةً ونحوها إذا كان في بلاد الكفر، لكن ما عذر من يلبس لباس الكفار في بلاد المسلمين، وربَّما في مدينته أو قريته الصغيرة؟!
لقد أثبتت التجارب والأخبار أنَّ الناس يحترمون الذي يحافظ على مبادئه وإن اختلف معهم، ويمقتون من يتنازل ويقلِّدهم، وإن احترموه في الظاهر.
والمقصود أنَّ هذه الموعظة التي قالها حذيفة: «خالص المؤمن، وخالط الكافر، ودينك لا تكلمنَّه»، لا بدَّ أن يعيش معها المؤمن، في هذا الزمن الذي كثر فيه الاحتكاك بغير المسلمين، سواءً من الوافدين، أم ممَّن نسافر إليهم.
• ومن مواعظه (?) - رضي الله عنه - أنَّه قيل له: من ميِّت الأحياء؟ قال:
«من لم يعرف المعروف بقلبه، وينكر المنكر بقلبه».
الله أكبر! يا لها من كلمةٍ عميقةٍ! تنقل القارئ لها إلى معنًى شريفٍ، ألا وهو: أنَّ الحياة الحقَّة هي حياة القلب لا البدن؛ إذ حياة البدن يشترك فيها معه الإنسان بل والحيوان.