بين يدي مواعظ خير أصحابٍ - رضي الله عنهم - لخير نبيٍّ - صلى الله عليه وسلم -
لعلَّ من المناسب أن أقدِّم بين يدي هذه المواعظ بذكر بعض فضائل الصحابة ... - رضوان الله عليهم - وشيءٍ من كلام الأئمة في بيان مكانتهم، فأقول:
إنَّ من الأصول المقرَّرة في الشرع المطهَّر، ومن سمات أهل السُّنَّة والجماعة: سلامة قلوبهم وألسنتهم للصحابة الأخيار، وحملة الشريعة الأتقياء الأبرار، والذبَّ عن حرماتهم وأعراضهم.
فلولاهم ما وصلنا الدِّين كاملًا - وأصله القرآن - غضًّا طريًّا كأنَّما أنزل اليوم.
إنهم خير الناس للناس، وأفضل تابعٍ لخير متبوعٍ - صلى الله عليه وسلم -، هم الذين فتحوا البلاد بالسِّنان، والقلوب بالإيمان.
لم يعرف - التاريخ البشر أعظم من تاريخهم، ولا رجالًا - بعد الأنبياء - أفضل منهم.
هم الذين استرخصوا في سبيل نصر الدِّين أنفسهم وأموالهم! وفارقوا أهلهم وأوطانهم! حين ضنَّ غيرهم بالنفس والمال، واستثقلوا مُفارقة الأهل والولدان، فلا كان ولا يكون مثلهم والله!