ثمَّ نشغ أبو هريرة نشغةً -أي: شهق شهقة -فمكثنا قليلًا ثم أفاق، فقال: لأحدِّثنَّك حديثًا حدَّثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا البيت، ما معنا أحدٌ غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغةً شديدةً، ثم أفاق فمسح وجهه فقال: أفعل، لأحدِّثنَّك حديثًا حدَّثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحدٌ غيري وغيره، ثم نشغ ... أبو هريرة نشغةً شديدةً، ثم مال خارًّا على وجهه، فأسندتُّه عليَّ طويلًا، ثم أفاق فقال: حدَّثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أنَّ الله -تبارك وتعالى -إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكلُّ أمَّةٍ جاثيةٌ، فأوَّل من يدعو به رجلٌ جمع القرآن، ورجلٌ قُتِل في سبيل الله، ورجلٌ كثير المال، فيقول الله للقارئ ..» فذكر الحديث (?).
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يعيذنا من فتنة القول والعمل.
ولنختم بجملةٍ من الأدعية المأثورة عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -:
- «اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك من غنًى يُطغي، أو فقرٍ يُنسي، أو هوًى يُردي، أو عملٍ يُخزي» (?).
- «اللَّهمَّ إنِّي أسألك بنعمتك السَّابغة الَّتي أنعمت عليَّ، وبلائك الَّذي أبليتني، وفضلك العظيم الَّذي أفضلت عليَّ: أن تدخلني الجنَّة، اللَّهمَّ أدخلني الجنَّة بمنِّك وفضلك ورحمتك!» (?).
- «اللَّهمَّ زدنا إيمانًا ويقينًا وفقهًا» (?). هذه نبذٌ من مواعظ الصحابيِّ الجليل عبد الله بن مسعودٍ - رضي الله عنه -،