وقال ابن سيرين: «عيَّرت رجلًا، وقلت: يا مفلس! فأفلست بعد أربعين سنةً!» (?).
وعن الحسن قال: «كانوا يقولون: من رمى أخاه بذنبٍ قد تاب منه، لم يمت حتى يبتليه الله به» (?).
فإذا كانت هذه حالهم في الحذر من السخرية بالحيوانات، أفتراهم يطلقون ألسنتهم بالسخرية ببني آدم؟!
شرُّ الورى من بعيب النَّاس مشتغلًا ... مثل الذُّباب يُراعي موضع العلل
وإذا كان هذا المعنى محرَّمًا في عموم الناس، فهو في حقِّ العلماء أشدُّ وأقبح، وإذا كان من أجل علمهم ودينهم الذي عرفوا به، فالمسألة أخطر، ولله درُّ الإمام مالكٍ الذي قال: «أدركت بهذه البلدة -يعني: المدينة -أقوامًا لم تكن لهم عيوبٌ، فعابوا الناس فصارت لهم عيوبٌ، وأدركت بها أقوامًا كانت لهم عيوبٌ، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم» (?).
لا تهتكن من مساوي النَّاس ما سترا ... فيهتك الله سترًا عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ... ولا تعب أحدًا منهم بما فيكا
• ومن مواعظه قوله - رضي الله عنه -:
«إنَّكم في ممرِّ الليل والنهار في آجالٍ منتقصة، وأعمالٍ محفوظة، والموت يأتي بغتةً، فمن يزرع خيرًا يوشك أن يحصد رغبةً، ومن زرع شرًّا