أَتَتْنَا عَلى زِيِّ العَزيزِ بِثَينَةٍ ... وَزِينَتِهَا فِي مِثْلِ تِلْكَ الشَّمَائِلِ

فَقُلْتُ لَهَا غُرِي سِوَايَ فإِنَّنِي ... عَزوفٌ عن الدُّنْيَا وَلسْتُ بِجَاهِل

وَهَبْها أَتَتْنا بالكُنوزِ وَدُرِّهَا ... وأَمْوَالِ قَارُونٍ وَمُلْكِ القَبائِل

أَليْسَ جَمِيعًا لِلفَنَاءِ مَصِيرُهَا ... وَيُطْلبُ مِنْ خُزَّانِها بالطَّوائِلِ

فَغُرِّي سِوايَ إِنَّنِي غَْيُر رَاغِبٍ ... لِمَا فِيكِ مِنْ غِرٍ وَمُلْكٍ ونائِلِ

وَقَدْ قَنِعَتْ نَفْسي بِمَا قد رُزِقْتُهُ ... فَشَأْنِكِ يا دُنْيَا وأَهْلَ الغَوَائِلِ

فإِنّي أَخَافُ اللهُ يَوْم لِقَائِهِ ... وأَخْشَى عِقَابًا دَائِمًا َغَيْرَ زَائِل

اللَّهُمَّ نَجّنا برحمتِكَ مِن النارِ وعافِنا من دار الخِزْيَ والبَوَار، وَأَدْخِلنا بفَضْلِكَ الجنةَ دارَ القَرار وعامِلْنَا بكَرَمِكَ وَجودِكَ يا كَرِيمُ يا غَفارُ.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْ مَحَبَّتَكَ في قُلُوبِنَا وَقوِّهَا وَنَوِّرْ قُلُوبَنَا بِنُور الإيمانِ واجعلنا هُداةً مُهْتَدِين وآتِنا في الدُّنيا حَسَنَةً وفي الآخِرِةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النارِ واغْفِرْ لَنَا ولوالِدَيْنَا وَلِجَمِيعَ المُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(2) موعظة: اعلم يا بُنَيَّ وَفَّقَكَ اللهُ لِلصَّواب أنه لم يتميز الآدمي ُّبالعقل إلا لِيَعْمَل بمُقتضاه، فاسْتَحْضر عَقْلَكَ، وأَعْمِلْ فِكْرَكَ، واخْل بِنَفْسِكَ تَعْلَم بالدليلَ أنكَ مَخْلُوق مُكَلَّف، وأنَّ عليكَ فرائض أنتَ مُطَالبٌ بها.

وأن الملكَين يُحْصِيَان أَلفاظَكَ وَنَظَرَاتِكَ، وَأنَّ أنفاسَ الحي خُطَاه إلى أَجَلِهِ، وَمِقْدارُ اللُّبثِ في الدنيا قَلِيل، والحبسُ في القُبور طَوِيل، والعذابُ على مُوافَقَة الهَوى وبيل.

فأينَ لَذّةُ أَمْس؟! رَحَلَتْ وأَبْقَتْ نَدَمًا، وأينَ شَهْوةُ النفسِ؟ كم نَكَّسَتْ رَأْسًا، وَزَلَّتْ قَدَمًا، وما سَعِدَ مَن سَعِدَ إلا بِخِلاف هَواهُ، ولا شَقِيَ مَن شَقِيَ إلا بإيثار دُنياه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015