ولا اتخذ من شيء زوجين لا قميصين ولا ردائين ولا إزارين، ومن النعال ولا رئي قط فارغاً في بيته إما يخصف نعلاً لرجل مسكين أو يخيط ثوباً لأرملة.
وعن أنس بن مالك أن فاطمة عليها السلام جاءت بكسرة خبز إلى النبي ? فَقَالَ: «ما هذه الكسرة يا فاطمة» ؟
قالت: قرص خبزته فلم تطلب نفسي حتَّى أتيك بهذه الكسرة فَقَالَ: «أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام» .
وروى مسلم عن النعمان قَالَ: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا فَقَالَ: لقد رأيت رسول الله يظل يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: إن كان ليمر بآل رسول الله ? الأهلة ما يسرج في بيت أحد منهم سراج ولا يوقد فيه نار إن وجدوا زيتاً ادهنوا به وإن وجدوا ودكاً أكلوه. رواه أبو يعلى ورواته ثقاتٌ.
عن عبد الله بن مسعود قَالَ: نام رسول الله ? على حصير فَقَامَ وقد أثر في جنبه، قلنا: يَا رَسُولَ اللهِ لو اتخذنا لك وطاء.
فَقَالَ: «مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها» . رواه ابن ماجة والترمذي وحسنه.
قَالَ عمر بن الخطاب: دخلت على رسول الله ? وهو على حصير فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه.
وإذا أنا بقبضةٍ من شعير نحو الصاع وقرظ في ناحية الغرفة وإذا إهاب معلق (الإهاب: الجلد) فابتدرت عيناي.
فَقَالَ: «ما يبكيك يا ابن الخطاب» ؟ فقلت: يا نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبِكَ، وهذه خزانتك لا أرى إلا ما أرى.