ولا تمش إلا عَلَى طمأنينة. قُلْتُ لقول الله تعالى {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} .
ولا تكن عجولاً فِي الأمور قُلْتُ إلا فيما حث الشارع عَلَى الإسراع والمبادرة فيه.
وإِذَا تكلمت فلا تكثر التصويت، ولا ترفع صوتك. قُلْتُ لأنه يدل عَلَى قلة العقل قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} .
واتخذ لنفسك السكون وقلة الحركة، ليتحقق عِنْدَ النَّاس ثباتك. ولأنه يدل عَلَى رزانة العقل.
وأكثر من ذكر الله تعالى فيما بين النَّاس، ليتعلموا ذَلِكَ منك. قُلْتُ وليكون لَهُ مثل أجورهم لحديث من دل عَلَى خَيْر فله مثل أجر فاعله.
واتخذ لنفسك ورداً خلف الصلوات تقَرَأَ فِيه القرآن، وتذكر الله تعالى وتحمده وتشكره.
واتخذ أياماً معدودة من كُلّ شهر تصوم فيها ليقتدي بك غيرك.
ولا تطمئن إلي دنياك وإلي ما أَنْتَ فِيه فإن الله سائلك عن جَمِيع ذلك.
وإِذَا عرفت إنسانَاً بالشر فلا تذكره به بل اطلب منه خيراً فاذكره به.
إلا فِي باب الدين فإنك إن عرفت فِي دينه ذَلِكَ فاذكره للناس كي لا يتبعوه وليحذروه، قال عَلَيْهِ الصَّلاة والسَّلام "اذكروا الفاجر بما فِيه حتي يحذره الناس" وإن كَانَ ذا جاه ومنزلة فاذكر ذَلِكَ ولا تبال من جاهه فإن الله تعالى معينك وناصرك وناصر الدين.
فإن فعلت ذَلِكَ مرة هابوك ولم يتجاسر أحد عَلَى إظهار البدعة فِي الدين.
ولا تجالس أَحَداً من أَهْل الأهواء إلا عَلَى سبيل الدعوة إلي الدين ولا تشاتم.