ولا تمش فِي قارعة الطَرِيق مَعَ المشايخ والعامة فإنك إن قدمتهم ازدري بعلمك وإن أخرتهم ازدري بك من حيث أنَّهُمْ أسن منك.
قال النَّبِيّ ?: " من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا فلَيْسَ منا ".
ولا تقعد عَلَى قوارع الطَرِيق فإن دعاك ذَلِكَ فاقعد فِي المسجد.
ولا تأكل فِي الأسواق والمساجد قُلْتُ إلا لضرورة أو حاجة.
ولا ترض لنفسك من العبادات إلا بأكثر مِمَّا يفعله غيرك وتعاطاها فإن العامة إِذَا لم يروا الإقبال عَلَيْهَا أكثر مِمَّا يفعلون اعتقدوا فيك قلة الرغبة واعتقدوا أن علمك لا ينفعك إلا ما نفعهم الجهل الَّذِي هم فيه.
وإِذَا دخلت بلدة فيها أَهْل العلم فلا تتخذها لنفسك بل كن كواحد من أهلها ليعلموا أنك لا تقصد جاههم ولا يخرجون عَلَيْكَ بأجمعهم ويطعنون فِي مذهبك وتصير مطعوناً عندهم بلا فائدة.
وإن استفتوك فلا تناقشهم فِي المناظرة والمطارحات.
ولا تذكر لهُمْ شيئاً إلا عن دَلِيل واضح.
ولا تطعن فِي أساتذتهم فَإنَّهُمْ يطعنون فيك. قُلْتُ إلا أن يكونوا مبتدعين كالأشاعرة فيحذر عنهم.
وكن من النَّاس عَلَى حذر.
وكن لله تعالى فِي سرك كما أَنْتَ لَهُ فِي علانيتك.
ولا يصلح أمر العلم إلا بعد أن يجعل سره كعلانيته.
وإِذَا أولاك السُّلْطَان عملاً فلا تقبل ذَلِكَ منه إلا بعد أن تعلمَ أنه إنما يوليك ذَلِكَ لعلمك.
وَإِيَّاكَ أن تتكلم فِي مجلس النظر عَلَى خوف، فإن ذَلِكَ يورث الخلل فِي الألفاظ، والكلل فِي اللسان.
وَإِيَّاكَ أن تكثر الضحك، فإنه يميت القلب.