فالدنيا مناخ ارتحال، وتأميل الإقامة فرض محال؛ فالموعد للالتقاء، دار البقاء؛ جعلها الله من وراء خطة النجاة، ونفق بضائعها المزجاة، بلطائفه المرتجاة؛ والسلام عليكم من حبيبكم المودع، والله يلأمه حيث شاء من شمل متصدع ورحمة الله وبركاته. انتهى.

اللهم طيبنا للقائك، وأهلنا لولائك وأدخلنا مع المرحومين من أوليائك، وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.

شِعْرًا: ... رَجِعْتُ عَلَى السَّفِيهِ بِفَضْلِ حِلْمِي ... فَكَانَ الْحِلْمُ عَنْهُ لَهُ لِجَامَا

وَظَنَّ بِي السَّفَاهَ فَلَمْ يَجِدْنِي ... أُسَافِهُهُ وَقُلْتُ لَهُ سَلامَا

فَقَامِن يَجُرُّ رِجْلَيْهِ ذَلِيلاَ ... وَقَدْ كَسَبَ الْمَذَلَّةِ وَالْمَلامَا

وَفَضْلُ الْحِلْمِ أَبْلَغُ فِي سَفِيهٍ ... وَأَحْرَى أَنْ يَنَالَ بِهِ انْتِقَامَا

كان عمر بن الخطاب رحمه الله يتمثل بما يلي من الأبيات:

لا شَيْءَ مِمَّا تَرَى تَبْقَى بَشَاشَتُهُ ... يَبْقَى الإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلَدُ

لَمْ تُغْنِي عَنْ هُرْمُز يَوْمًا خَزَائِنُهُ ... وَالْخُلُدُ قَدْ حَاوَلَتْ عَادٌ فَمَا خَلَدُوا

وَلا سُلَيْمَانُ إِذْ تَجْرِ الرِّيَاحُ لَهُ ... وَالإِنْسُ وَالْجِنُّ فِيمَا بَيْنَهُمَا تَرِدُ

أَيْنَ الْمُلُوكُ الَّتِي كَانَتْ لِعِزَّتِهَا ... مِنْ كُلِّ أَوْبٍ إِلَيْهَا وَافِدٌ يَفِدُ

حَوْضٌ هُنَالِكَ مَوْرُودٌ بِلا كَذِبٍ ... لا بُدَّ مِنْ وِرْدِهِ يَوْمًا كَمَا وَرَدُوا

مَنْ كَانَ حِينَ تَصِيبُ الشَّمْس جَبْهَتَهُ ... أَوْ الْغُبَارَ يَخَافَ الشَّيْنَ وَالشَّعَثَا

وَيَأْلَفُ الظِّلَّ كَيْ تَبْقَى بَشَاشَتُهُ ... فَسَوْفَ يَسْكُنُ يَوْمًا رَاغِمًا جَدَثَا

فِي قَعْرِ مَظْلَمَةٍ غَبْرَاءَ مُوحِشَةٍ ... يَطِيلُ فِيهَا وَلا يَخْتَارُهَا اللَّبَثَا

تَجَهَّزِي بِجِهَازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ ... يَا نَفْسُ قَبْلَ الرَّى لَمْ تُخْلِقِي عَبثَا

آخر: ... رَكَنُوا إِلَى الدُّنْيَا الدَّنِيَّةْ ... وَتَبَوَّءُوا الرُّتَبَ الْعَلِيَّةْ

حَتَّى إِذَا اغْتَرُّوا بِهَا ... صَرَعَتْهُمُوا أَيْدِي الْمَنِيَّةْ

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015