أولى بما قالوا منا فاقض ما أنت قاض، فلست أتولى لك شيئًا، قال: فأذن له فرجع.
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده بيدي الخرقة لأشد بها لحييه فجعل يعرق، ثم يفتح عينيه، ويقول بيده هكذا: لا بعد ففعل هذا مرة وثانية، فلما كان في الثالثة، قلت له: يا أبة أي شيء هذا قد لهجت به في هذا الوقت تعرق حتى تقول قد قبضت، ثم تعود فنقول لا لا بعد فقال لي: يا بني ما تدري؟ قلت: لا، قال: إبليس لعنه الله قائم حذائي عاض على أنامله يقول لي: أحمد فُتَّنِي، فأقول له: لا بعد حتى أموت. . . . أ. هـ. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
آخر: وصية داود بن أبي هند رضي الله عنه:
بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أوصى به داود بن أبي هند (أوصى بتقوى الله عز وجل ولزوم طاعته، وطاعة رسوله، والرضي بقضائه، والتسليم لأمره، وأوصاهم بما أوصى به يعقوب بنيه) {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (البقرة:132) . وداود يشهد بما شهد الله عز وجل عليه وملائكته: أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وبالجنة والنار وبالقدر كله، على ذلك يحيا، وعلى ذلك يموت.
اللهم اختم بالأعمال الصالحات أعمارنا وحقق بفضلك آمالنا وسهل لبلوغ رضاك سبلنا وحسن في جميع الأحوال أعمالنا يا منقذ الغرقى ويا منجي الهلكى ويا دائم الإحسان أذقنا برد عفوك وأنلنا من كرمك وجودك ما تقر به عيوننا من رؤيتك في جنات النعيم واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.