قَوْلُهُ:
كَأنَّ ثَبِيْراً في عَرانِيْنِ وَبْلِهِ ... كَبِيْرُ أُنَاسٍ في بِجَادٍ مُزَمَّلِ
هذا إقواءٌ؛ لِأَنَّ حَقَّ «مُزَمَّلِ» أَنْ يَرْتَفِعَ على النَّعْتِ لِكَبِيْرٍ؛ أيْ: كَبِيرٌ مُزَمَّلٌ، لَكِنَّ جَرَّهُ على الجِوَارِ إصلاحاً لِلْقَافِيَةِ، وقالَ أبو عليٍّ: تَقْديرُهُ في بِجَادٍ مُزَمَّلٍ فيه، كما قال: «[هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ]»؛ أَيْ: خَرِبٍ جُحْرُهُ، وعلى هذا فلا إقواءٌ.
قَوْلُهُ:
فَقَالَتْ سَبَاكَ اللهُ إنَّكَ فاضِحي ... أَلَسْتَ تَرَى السُّمَّارَ والنَّاسَ أحْوالي
يُريدُ: جَمْعَ حَوْلَ، مِنْ قَوْلُهُ عز وجل: {فلما اضاءت ما حوله} [البقرة: 17]، ولا أرَى جَمْعَهُ جَائِزاً، كما لا يُقَالُ: أَقْبَالي وأبعادِي، في قَبْلَ وبَعْدَ، ولا أَعْنَادِي في عِنْدَ، ولم يُسْمَعْ بِجَمْعِ «حَوْلَ» إلا في هذا البَيْتِ، فقد يُسَوَّغُ؛ لِنُطْقِ هذا العَرَبِيِّ الفَصِيْحِ بهِ. وقد يُحْمَلُ بِمَنْعٍ، ويُحْمَلُ نُطْقُهُ على الشُّذوذِ والضَّرورةِ، أو على أَنَّهُ حَكَى لَفْظَ