فبدلا من أن تقول له: قم نم الآن.
قل له: هل جاء وقت النوم؟ أو ما رأيك أن تنام الآن حتى تصحو مبكرا ونشيطا.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رؤيا فقصها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل. فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا (?).
وقد يكون الأمر المباشر مسبوقا باستفهام وتوضيح وتبرير، يمهد للأمر فيهونه، ويرغب فيه؛ كما في حديث زيد بن ثابت؛ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "تحسن السريانية؟ إنها تأتيني كتب"، قال: قلت: لا، قال: "فتعلمها" فتعلمتها في سبعة عشر يوما (?).
اسأله لماذا؟
فإن بعض الآباء يعاقب الولد فور نظرته الشخصية لوقوع خطأ ما، ولو أنه تأكد من الأمر، ربما علم أنه قد ظلم ولده.
وفرق بين سؤال الولد: لماذا!! على سبيل اللوم وتسديد التهمة له قبل التأكد منها، وبين سؤاله: لماذا؟ على سبيل الاستفهام والتأكد.
شكا أحد الآباء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب عقوق ابنه، فقال عمر للابن: "ما حملك على عقوق أبيك"؟
فقال الابن: يا أمير المؤمنين ما حق الولد على أبيه؟
قال عمر: "أن يحسن اسمه، وأن يحسن اختيار أمه، وأن يعلمه الكتاب".