وَبَرَّكَ عَلَيَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فقلت: يا رسول الله مرني بالتأذين بمكة.
فقال: قد أمرتك به وذهب كل شيء كان لرسول الله من كراهية وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم (?).
ونلاحظ هنا ـ أيضا ـ التقبل، والحوار، والتواصل الجسدي، والدعاء.
- تعبير الوالد البناء عن غضبه من سلوك الولد يساعد في استمرار الحوار والمعالجة الحكيمة للمشكلات العارضة، ويقدم أنموذج القدوة لولده في التعبير عن انفعالاته؛ بينما استخدام الألفاظ النابية أو الصراخ أو الضرب المبرح يتسبب في جرح المشاعر، أو تبلدها.
قال أحد الصحابة رضي الله عنهم: "قسم النبي صلى الله عليه وسلم قسمة كبعض ما كان يقسم، فقال رجل من الأنصار: والله إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله، قلت: أما لأقولنَّ للنبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته وهو في أصحابه، فساررته، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، وتغير وجهه وغضب؛ حتى وددت أني لم أكن أخبرته، ثم قال: قد أوذي موسى بأكثر من ذلك فصبر" (?).
ولعل مما يغضب الوالد من الولد عدم الائتمار بأمره، وتلبية طلبه، وهنا أسوق نصا رائعا، من مواقف النبي صلى الله عليه، وسلم مع خادمه أنس: قال أنس "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي قال فنظرت إليه وهو يضحك فقال يا أنيس أذهبت حيث أمرتك قال قلت نعم أنا أذهب يا رسول الله" (?).
ونلاحظ هنا ـ أيضا ـ التقبل، والابتسامة، والحوار، والتواصل الجسدي.