فإن تركها يفسح لها مجالا للنمو السيء، وقمعها، يجعلها تنمو خارج الدوائر المأمونة، واستخدام منطق الإقناع هو الأسلوب الأمثل لمعالجتها، ويمكن ذلك بإظهار التعاطف مع الولد، ثم الدخول معه في حوار ذكي وهادئ، ملئ بالأسئلة المزلزلة لقناعاته الخاطئة دون تعنيف، لأن العنف في معالجة تلك الأفكار سيضاعف من قوتها. إن المطلوب تحطيم الفكرة السيئة، وليس تحطيم رأس صاحبها كما يقال.
إن الانتباه لأية مزية لولدك والبناء عليها يساعد في إحداث تغيير شامل في اتجاهه باستخدام الحوار المتعاطف؛ بينما تصيد الأخطاء والتركيز عليها وتضخيمها يؤدي إلى استمرارها.
"ما يحتاجه الناس في جميع الأعمار في لحظة الضيق ليس موافقة الآخرين، أو مخالفتهم، بل يحتاجون إلى من يعترف بما يعانون" (?).
قال أبو محذوره رضي الله عنه: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ خَرَجْتُ عَاشِرَ عَشْرَةٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ نَطْلُبُهُمْ فَسَمِعْنَاهُمْ يُؤَذِّنُونَ بِالصَّلاةِ فَقُمْنَا نُؤَذِّنُ نَسْتَهْزِئُ بِهِمْ.
- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: قَدْ سَمِعْتُ فِي هَؤُلاءِ تَأْذِينَ إِنْسَانٍ حَسَنِ الصَّوْتِ فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا فَأَذَّنَّا رَجُلٌ رَجُلٌ وَكُنْتُ آخِرَهُمْ
- فَقَالَ لي قم فأذن فقمت ولا شئ أكره إليَّ من رسول الله ولا مما أمرني به.
- فألقى علي الرسول التأذين هو نفسه فحين أَذَّنْتُ قال تَعَالَ فَأَجْلَسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ وأعطاني صرة فيها شيء من الفضة ثم َمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِي