لقد كانت التربية السلبية هي الأكثر انتشارا في العقود المتأخرة، ليس في بلادنا فحسب، بل في معظم مجتمعاتنا العربية والإسلامية، بينما تؤكد النصوص الشرعية، والتربية الحديثة على أنها تعطي نتائج سلبية، وأن التربية الإيجابية أبقى أثرا، وأسلم عاقبة.
ومن أبرز الوسائل السلبية؛ الضرب، والسباب، واللوم. وكل منها وسيلة سهلة الاستخدام، سيئة الأثر، مهما أعطت من أثر سريع، يظهر أنه إيجابي، ما عدا الضرب غير المبرح، بشروط كثيرة، تكاد تجعله ممنوعا، وليس هذه البحث في شأنه.
فأما في الضرب فعن عائشة رضي الله عنها قالت"ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له ولا خادما قط ولا ضرب بيده شيئا قط إلا في سبيل الله أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله" (?).
وأما في السباب فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ليس المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا بالفاحش، ولا بالبذيء" (?).
وأما في اللوم فعن أنس قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين بالمدينة، وأنا غلام، ليس كل أمري كما يشتهي صاحبي أن أكون عليه؛ ما قال لي فيها: أفٍّ قط وما قال لي: لم فعلت هذا؟ أو ألا فعلت هذا! " (?).
ولنا أن نرى التربية الإيجابية التي برئت من كل سلبية في حديث عمرو بن أبي سلمة قال: كنت غلاما في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي: "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" (?).