التربية ليست وراثة، وإنما هي علم مكتسب، ونهج ينبغي تعلمه وترسمه، ولا سيما في عصر تعقدت مسالكه، وكثرت موارد التأثير فيه على أولادنا؛ حتى لم نعد وحدنا الذين نقوم بتربيتهم، وتنشئتهم، بل يشاركنا الإعلام بكل صنوفه، والشارع والمدرسة، ومجموعة القرناء.
ومن خلال تتبع الواقع، وجدت أن شكوى الآباء من الأولاد أصبحت غالبة، وهي ـ في مجملها ـ تدل على انفصام حقيقي بين الجيلين، أدى إلى فشل متعدد الوجوه؛ في مواجهة الحياة، أو في التحصيل الدراسي، أو في العلاقات الاجتماعية.
وفي نظري أن السبب الأكبر في ذلك يعود إلى فشل التواصل بين الآباء والأولاد؛ فبعضهم يجري الحوار من طرف واحد دون تجاوب الطرف الآخر إنه يتكلم أمامهم وليس معهم من باب التسلط وهو في الحقيقة ليس حوارا لغياب عنصر التبادل في التحاور.
ولذلك فإننا لا يمكن أن نعود باللوم إلى الأولاد؛ فهم في مدارج الصبا، وسلالم المراهقة، وفي مراحل التعلم، ولكن لنا أن نقول: إن الآباء والأمهات هم الذين يجب أن يتحملوا هذه المسؤولية كاملة، ويستعدوا لها تعلما وتدريبا.
إن الأساليب التي كانت متبعة في الجيل السابق، لا يمكن أن تستنسخ بمجموعها، وبكل أبعادها؛ لأنها كانت في زمن ومؤثرات وثقافة تختلف عما نحن فيه الآن، فضلا عن أنها لم تكن علمية، ولا صحيحة.
إن نشء اليوم يعيش طفرة نفسية، وطفرة ثقافية، وانفتاحا واسعا، والجواذب التي تحيط به من كل جانب أخطر من أن نستهين بها، ونحن نقوم بأصعب مهمة في الوجود البشري؛ إنها .. (التربية).
1. الخطأ السلوكي ظاهر: تطيش يد الغلام في الصحفة.
2. الطفل علم بخطئه.