ولا يَخْفى على أحدٍ أنَّ السيِّد إذا دعا أحدَ عبيدِه بأفْضَلِ ما وُجد فيهم من الأوصافِ العليّة والأخلاقا السِّنِيّة، ودعا الآخرين بأسمائهم الأعلام التي لا تُشْعِرُ بوصْفا من الأوصاف، ولا بخُلُقٍ من الأخلاق، أنَّ منزلةَ مَنْ دعاه بأفْضَلِ الأسماء والأوصافِ أعزُّ عليه، وأقْرَبُ إليه مِمّن دعاه باسمه العَلَم. وهذا معلوم بالعُرْف أنَّ مَنْ دُعِيَ بأفْضَلِ أسمائه وأخلاقِه وأوْصافِه كان ذلك مبالغةً في تَعْظيمه واحترامه. حتى قال القائل:
لا تَدْعُني إلَّا بيا عَبْدَها. . . فإنّه أشرفُ أسمائي
ومنها: أنَّ مُعجزة كلِّ نبي تَصَرّمَتْ وانقَضتْ، ومُعجزةُ سَيِّدِ الأوَّلين والآخرين، وهي القُرآنُ العظيم، باقية إلى يَوْمِ الدّين. (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (9).