الصفات. وبيان القرآن العظيم أن صفة خالق السموات والأرض حق، وأن صفة المخلوق حق، وأنه لا مناسبة بين صفة الخالق وبين صفة المخلوق. فصفة الخالق لائقة بذاته، وصفة المخلوق مناسبة لعجزه وفنائه وافتقاره، وبين الصفة والصفة من المخالفة كمثل ما بين الذات والذات.
أما هذا الكلام الذي يُدْرَس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين؛ فإن أغلبهم إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني، سبعَ صفاتٍ فقط، وينكرون سائرها من المعاني. وصفة المعنى عندهم في الاصطلاح ضابطها: هي ما دل على معنى وجودي قائم بالذات، والذي اعترفوا به منها سبع صفات هي القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام. ونفوا غير هذه الصفات من صفات المعاني التي سنبينها ونبين أدلتها من كتاب الله. وأنكر هذه المعاني السبعة المعتزلة، وأثبتوا أحكامها، فقالوا: هو قادر بذاته، سميع بذاته، عليم بذاته، حي بذاته. ولم يثبتوا قدرةً ولا علمًا ولا حياةً ولا سمعًا ولا بصرًا، وهو مذهبٌ كل العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه، وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول: هي عالمة بلا علم. وهو تناقض واضح بأوائل العقول.
فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول:
1 - وصفوا الله بالقدرة، وأثبتوا له القدرة، والله جل وعلا يقول في كتابه: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ (20)} [البقرة: 20] ونحن نقطع بأنه