وَأثْنى عَلَيْهِ بهَا نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على غرار لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير [الشورة 11] وَالشَّر كل الشَّرّ فِي عدم تَعْظِيم الله وَأَن يسْبق فِي ذهن الْإِنْسَان أَن صفة الْخَالِق تشبه صفة الْمَخْلُوق فيضطر الْمِسْكِين أَن يَنْفِي صفة الْخَالِق بِهَذِهِ الدَّعْوَى الكاذبة الخائنة وَلَا بُد فِي هَذَا الْمقَام من نقط يتَنَبَّه إِلَيْهَا طَالب الْعلم
القَوْل فِي الصِّفَات جَمِيعهَا من بَاب وَاحِد أَولا أَن يعلم طَالب الْعلم أَن جَمِيع الصِّفَات من بَاب وَاحِد إِذْ لَا فرق بَينهَا الْبَتَّةَ لِأَن الْمَوْصُوف بهَا وَاحِد وَهُوَ جلّ وَعلا لَا يشبه الْخلق فِي شَيْء من صفاتهم الْبَتَّةَ فَكَمَا أَنكُمْ أثبتم لَهُ سمعا وبصرا لائقين بجلاله لَا يشبهان شَيْئا من أسماع الْحَوَادِث وأبصارهم فَكَذَلِك يلْزم أَن تجروا هَذَا بِعَيْنِه فِي صفة الاسْتوَاء وَالنُّزُول والمجيء إِلَى غير ذَلِك من صِفَات الْجلَال والكمال الَّتِي أثنى الله بهَا على نَفسه وَاعْلَمُوا أَن رب السَّمَوَات وَالْأَرْض يَسْتَحِيل عقلا أَن يصف نَفسه بِمَا يلْزمه مَحْذُور وَيلْزمهُ محَال أَو يُؤَدِّي إِلَى نقص كل ذَلِك مُسْتَحِيل عقلا فَإِن الله لَا يصف نَفسه إِلَّا بِوَصْف بَالغ من الشّرف والعلو والكمال مَا يقطع جَمِيع علائق أَوْهَام المشابهة بَينه وَبَين صِفَات المخلوقين على حد قَوْله لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ