وَمن هَذَا النَّوْع صرف آيَات الصِّفَات عَن ظواهرها إِلَى محتملات مَا أنزل الله بهَا من سُلْطَان كَقَوْلِهِم اسْتَوَى بِمَعْنى استولى فَهَذَا لَا يدْخل فِي اسْم التَّأْوِيل لِأَنَّهُ لَا دَلِيل عَلَيْهِ الْبَتَّةَ وَإِنَّمَا يُسمى فِي اصْطِلَاح أهل الْأُصُول لعبا لِأَنَّهُ تلاعب بِكِتَاب الله جلّ وَعلا من غير دَلِيل وَلَا سمتند فَهَذَا النَّوْع لَا يجوز لِأَنَّهُ تهدم على كَلَام رب الْعَالمين وَالْقَاعِدَة الْمَعْرُوفَة عِنْد عُلَمَاء السّلف أَنه لَا يجوز صرف شَيْء من كتاب الله وَلَا سنة رَسُوله عَن ظَاهره الْمُتَبَادر مِنْهُ إِلَّا بِدَلِيل يجب الرُّجُوع إِلَيْهِ
التعطيل سَببه اعْتِقَاد التَّشْبِيه أَولا فَاسْمَعُوا أَيهَا الأخوان نصيحة مُشفق وَاعْلَمُوا أَن كل هَذَا الشَّرّ إِنَّمَا جَاءَ من مَسْأَلَة هِيَ نجس الْقلب وتلطخه وتدنسه بأقذار التَّشْبِيه فَإِذا سمع ذور الْقلب الْمُتَنَجس بأقذار التَّشْبِيه صفة من صِفَات الْكَمَال الَّتِي أثنى الله بهَا على نَفسه كنزوله إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا فِي ثلث اللَّيْل الْأَخير وكاستوائه على عَرْشه وكمجيئه يَوْم الْقِيَامَة وَغير ذَلِك من صِفَات الْجلَال والكمال أول مَا يخْطر فِي ذهن الْمِسْكِين أَن هَذِه الصّفة تشبه صفة الْخلق فَيكون قلبه متنجسا بأقذار التَّشْبِيه لَا يقدر الله حق قدره وَلَا يعظم الله حق عَظمته حَيْثُ يسْبق إِلَى ذهنه أَن صفة الْخَالِق تشبه صفة الْمَخْلُوق فَيكون أَولا نجس الْقلب متقذره بأقذار التَّشْبِيه