نقيض التَّالِي ينتجون فِي زعمهم الْبَاطِل نقيض الْمُقدم بِنَاء على أَن نفي اللَّازِم نفي الْمَلْزُوم فَيَقُولُونَ مثلا لَو كَانَ مستويا على عَرْشه لَكَانَ مشابها لِلْخلقِ لكنه غير مشابه لِلْخلقِ ينْتج فَهُوَ غير مستو على الْعَرْش وَهَذِه النتيجة بَاطِلَة لمخالفتها صَرِيح الْقُرْآن اعلموا أَن هَذِه الصّفة الَّتِي هِيَ صفة الاسْتوَاء صفة كَمَال وجلال تمدح بهَا رب السَّمَوَات وَالْأَرْض والقرينة على أَنَّهَا صفة كَمَال وجلال أَن الله مَا ذكرهَا فِي مَوضِع من كِتَابه إِلَّا مصحوبة بِمَا يبهر الْعُقُول من صِفَات جَلَاله وكماله الَّتِي هِيَ مِنْهَا وسنضرب مثلا لذَلِك بِذكر الْآيَات 1 أَو سُورَة ذكر الله فِيهَا صفة الاسْتوَاء حسب تَرْتِيب الْمُصحف سُورَة الْأَعْرَاف قَالَ إِن ربكُم الله الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش يغشى اللَّيْل النَّهَار يَطْلُبهُ حثيثا وَالشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم مسخرات بأَمْره أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر تبَارك الله رب الْعَالمين [الْأَعْرَاف 54] فَهَل لأحد أَن يَنْفِي شَيْئا من هَذِه الصِّفَات الدَّالَّة على الْجلَال والكمال 2 الْموضع الثَّانِي فِي سُورَة يُونُس قَالَ إِن ربكُم الله الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش