17 -] وَلَا شكّ أَن مَا وصف الله بِهِ نَفسه من ذَلِك لَائِق بجلاله وكماله كَمَا أَن للمخلوقين أولية وآخرية مُنَاسبَة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وَوصف نَفسه بِأَنَّهُ وَاحِد قَالَ وإلهكم إِلَه وَالْحَد [الْبَقَرَة 163] وَوصف بعض المخلوقين بذلك قَالَ يسقى بِمَاء وَاحِد [الرَّعْد 4] وَوصف نَفسه بالغنى إِن الله لَغَنِيّ حميد [إِبْرَاهِيم 8] إِن تكفرُوا أَنْتُم وَمن فِي الأَرْض جَمِيعًا فَإِن الله لَغَنِيّ حميد [التغابن 6] وَوصف بعض المخلوقين بذلك قَالَ وَمن كَانَ غَنِيا فليستعفف [النِّسَاء 6] إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِم الله من فَضله [النُّور 32] فَهَذِهِ صِفَات السَّلب جَاءَ فِي الْقُرْآن وصف الْخَالِق وَوصف الْمَخْلُوق بهَا وَلَا شكّ أَن مَا وصف بِهِ الْخَالِق مِنْهَا لَا ئق بِكَمَالِهِ وجلاله وَمَا وصف بِهِ الْمَخْلُوق مُنَاسِب لحاله وعجزه وفنائه وافتقاره