الفصل الأول: نظرته إلى العقل ومكانته في الشرع

نص الشيخ مراراً على أهمية التفكر والتدبر امتثالاً لأمر الله عز وجل بذلك في كتابه في غير ما موضع، إذ من المعلوم أن الإسلام دين العقل والحكمة كما هو دين النقل، وقد حرر العقل من قيود كانت مضروبة عليه، ففك آساره وجعله مناط التكليف، وأنزله منزلته اللائقة به، فقرر به بعض دلائل التوحيد وجزئيات الشريعة، ووجهه الوجهة الصحيحة، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} 1، وقال: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} 2، وقال في غير ما آية: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} 3: {لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 4: {لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} 5 إلى غير ذلك مما به تتأكد أهمية استعمال العقل للنظر والتدبر والتأمل.

يقول الشيخ منبهاً على التفكر عند قول الله تعالى: {أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ} 6 حثه سبحانه على التفكر الذي هو باب العلم كما حث عليه سبحانه في غير موضع 7.

ويقول مبيناً منزلة العقل، وتقرير الشرع به عند ذكر محاجة إبراهيم قومه كما أخبر الله عنه بذلك بقوله: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} الآيات 8: إن ذلك من أعظم الأدلة على المسألة – أي مسألة التوحيد- ببديهة العقل لأن من رأى نخلاً كثيراً لا يتخالجه شك أن المدبر له ليس نخلة واحدة منه فكيف بملكوت السماوات والأرض9؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015