الفصل الأول: تفسيره القرآن بالقرآن.

إن المنهج الصحيح الذي ارتضاه المحققون لتفسير كتاب الله عز وجل يبدأ من القرآن نفسه، وذلك أن كثيراً من الآيات يفسر بعضها بعضا، ويوضح المراد منه؛ فما أجمل في موضع من القرآن الكريم قد يبين في موضع آخر، وما أطلق في موضع قد يلحقه التقييد في موضع آخر، وما جاء عاماً قد يدخله التخصيص في موضع آخر، وهكذا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟

فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن. فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقط بسط في موضع آخر1. ا. هـ.

فلهذا كان لا بد لمن يتعرض لتفسير كلام الله عز وجل أن ينظر أولا في القرآن ليفسر بعضه ببعض فإن صاحب الكلام أعلم بكلامه ومراده منه.

وفي أثناء دراستي لتفسير الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله اتضح لي أنه لم يغفل هذا المسلك الرشيد، بل كان يسلكه كلما أمكن ذلك، ووجد من الآيات ما يساعده على تحقيقه. وذلك في سبيل إيضاح المعنى وبيانه، وهو الغرض الذي يرمي إليه الشيخ من تفسيره. وأي إيضاح وبيان أعظم من بيان القرآن للقرآن؟ وذلك غاية البيان. ومما يلاحظ أن للشيخ أغراضا من إيراد الآيات التي يفسر بعضها بعضا أو يتعلق بعضها ببعض وأهمها ما يلي:

أولاً: تفسير الآية بالآية، وبيان مبهم فيها، أو نحو ذلك، وهذا هو الأصل في تفسير القرآن بالقرآن، وأمثله ذلك كثيرة في تفسيره أورد منها ما يلي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015