تعرف شيئاً من دين إبراهيم "عليه السلام" الذي بادر أباه وقومه بالعداوة عنده1.

ويقول أيضاً مبيناً الكفر عند استنباطه المسائل من قول الله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} 2.

- المسألة الكبرى أن من ذبح لغير الله أو دعا غيره فقد كذب بقول: "لا إله إلا الله". وقد دعا إلهين اثنين، واتخذ ربين.

- المسألة العظيمة المشكلة على أكثر الناس؛ أنه إذا وافقهم بلسانه مع كونه مؤمناً حقاً كارهاً لموافقتهم فقد كذب في قوله "لا إله إلا الله" واتخذ إلهين اثنين، وما أكثر الجهل بهذه والتي قبلها.

- أن ذلك لو يصدر منهم - أعني موافقة الحاكم فيما أراد من ظاهرهم مع كراهتهم لذلك- فهو قوله: {شَطَطاً} والشطط: الكفر3.

ومن جوانب الاتجاه الإصلاحي عند الشيخ: استنباط ما يتعلق بإيضاح المنهج الصحيح لاتباع الأئمة المهتدين من خلال الآيات، وذلك أن الحاجة ماسة لإيضاح ذلك، حيث أن الفترة التي قام فيها الشيخ بدعوته قد عم فيها الجمود في التقليد الأعمى، وتجاوز ذلك التقليد في الفقه إلى التقليد في العقيدة، بل في أي عقيدة، ومهما كان ذلك المقلد سواءً أكان ذا منزلة علمية وصلاح، أم لا فحاد كثير من الأتباع عن منهج الاتباع الصحيح، فمنهم من يزعم أنه يحب الصالحين، وأنهم سلفه، ولكنه في العمل مخالف لهم ولهديهم، ومنهم من يعتقد فيهم فوق مالهم.

فلذا لاحظ الشيخ هذا الأمر الخطير، وظهر في تفسيره التنبيه إليه، والتحذير من ضرره في غير موضع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015