ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلي باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ... محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي أخذاً بيدي ... فضلا وإلا فقل يازلة القدم
فليتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها، ومن فتن بها من العباد، ممن يدعي أنه من العلماء، واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن. هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} 1 وقوله: "يا فاطمة بنت محمد لا أغنى عنك من الله شيئاً " 2؟! لا والله. لا والله. لا والله 3....
ومن ذلك قوله ضمن المسائل المستنبطة من قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا: أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} 4.
حيث يقول:- المسألة العظيمة الكبيرة وهى الاستدلال بصفات الله على ما أشكل عليك من القدرة، لأنه سبحانه رد عليهم ما وقع في أنفسهم من استبعاد كون الله حرمهم، وخص هؤلاء بالكرامة5.
ويقول: جلالة هذه المسألة، وهي مسألة علم الله، لأنه سبحانه رد بها على الملائكة لما قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} 6 الآية ورد بها على الكفار والجهال في هذه الآية كما ترى" 7.
وقوله ضمن المسائل المستنبطة من قوله تعالى: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 8 العظيمة التي لم يعرفها