ومعلوم أن الواعظ غير المتبصر سيأتي بما لا يناسب، وإذا أخطأ في تحديد العلة فقد تكون الخطبة لغوا على الرغم من شمولها على نصوص صحيحة.
7 - اهتمام الخطيب بخطبته وعنايته بالتحضير الجيد دليل على احترامه لنفسه وسامعيه ومنبره.
8 - الحرص على الإيجاز قدر الإمكان، والقدرة على ذلك تنبع من عمق الثقافة وقوة التحصيل ووضوح الصورة والإدراك التام لما يريد الحديث عنه والنفس البشرية لا تزكو فيها المعاني إلا إذا أمكن تحديدها وتقويمها.
أما كثرة الكلام وبعثرة الحقائق فتحول السامح إلى شبه إناء قد امتلأ وبدأت تسيل منه الكلمات مهما بلغت نفاستها، ومن الخطأ الفادح أن يظن الخطيب أن عليه أن يقول ما عنده وعلى الناس أن ينصتوا طوعا أو كرها.
وبعد فهذا ما تيسر جمعه وتدوينه سائلا المولى جلت قدرته وعز شأنه أن يهدي للتي هي أقوم من العمل، والأحسن من القول، ويوفق للإخلاص في القول والعلم والعمل، وما كان من صواب هنا فمن الله وما كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، ورحم الله من أهدى إليَّ عيوبي، ولا عدمت أخا يدمح زلة، وينبه