وتعطير أسماعهم بين فينة وفينة بذكر سير السلف الصالح بدءا بالقدوة الأولى والرحمة المهداة نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته من بعده والتابعين لهم بإحسان، وذكر أمجاد المسلمين والتنبيه إلى ينابيع الحضارة الإسلامية اليانعة المتجددة، ففي ذلك زرع للفقه في النفوس وربط للمستقبل المأمول بالماضي المجيد وتأكيد للإيمان بالرسالة العالمية وتأصيل للهوية الإسلامية.
5 - يحتاج الخطيب في بعض الظروف والأحوال والمجتمعات إلى تنبيه المسلمين إلى الأخطار الإلحادية والفلسفات الأجنبية والنزعات المنحرفة والنحل الباطلة، وفي هذا الباب والمسلك يحسن بالخطيب أن يتوجه إلى بيان حقائق الإسلام بقوة من غير خوض في أسلوب جدلي عقيم أو تجريحي مبلبل، ففي نصاعة الإسلام وقوته -بحمد الله- ما يكفي لدحر الباطل وافتراءات أهله.
6 - الخطيب طبيب فعليه قبل وصف الدواء تشخيص الداء، فيتعرف على العلل والأمراض الشائعة ويشخص الداء ويعرف الأعراض، فإذا استبان له ذلك رجع إلى الكتاب والسنة فوضع الدواء، وكلما دق التشخيص سهل العلاج،